كانت الحوارات الكبرى مبادرة رائدة من قِبل "مناظرة"، أُطلقت في عام 2022 لتضخيم أصوات الشباب والنساء والمجموعات المهمشة الليبية في الخطاب الوطني. وبناءً على صيغة "اللقاءات العامة المتلفزة" الناجحة التي جُرّبت في تونس ولبنان، هدف المشروع إلى تعزيز حوار شفاف وشامل في منعطف حرج من المشهد السياسي الليبي.
كان جوهر المبادرة سلسلة من اللقاءات العامة المتلفزة المباشرة، حيث شارك الشباب الليبيون بشكل مباشر مع كبار صانعي القرار. جمعت كل حلقة عشرة مشاركين مدربين وضيوف رفيعي المستوى - بمن فيهم أعضاء في البرلمان، ومُشرعو الدساتير، ونشطاء حقوق الإنسان، ووزراء حكوميون - لمعالجة القضايا الوطنية الملحة مثل العملية الدستورية المتعثرة، ومؤسسات الرقابة العامة، ومخاوف حقوق الإنسان، وتحديات الحكم المحلي. ركزت الحلقات الأربع على الأسئلة المفتوحة، والمتابعات، والمساءلة، مما دفع الضيوف إلى الاستجابة للمخاوف الحقيقية من مختلف مناطق ليبيا المتنوعة.
لإرساء أسس هذا المشروع، أطلقت "مناظرة" ورشة عمل لـ "تدريب المدربين" في تونس، وتم اعتماد خمسة مدربين إقليميين في تيسير المناظرات. ثم قدم هؤلاء المدربون 13 ورشة عمل في جميع أنحاء ليبيا، مما أهّل 271 مشاركًا، تم اختيارهم من خلال دعوة عامة على مستوى البلاد، بالمهارات الأساسية في الخطابة، والمشاركة الإعلامية، والمناظرة النقدية. بعد ذلك، تلقت مجموعة متناوبة من هذه الدفعة إعدادًا مكثفًا قبل كل حلقة متلفزة.
بُثت العروض من استوديو تم إنشاؤه خصيصًا في تونس للتغلب على التحديات اللوجستية والأمنية. وعُرضت في وقت واحد على شبكة واسعة من القنوات التلفزيونية والإذاعية الليبية، جنبًا إلى جنب مع تغطية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما زاد من وصول الجمهور ومشاركته إلى أقصى حد. وأدار الحلقات صحفيون ذوو خبرة، مما خلق لحظات نادرة من الحوار المباشر والعام في مشهد إعلامي شديد الانقسام.
