تفتخر "مبادرة مناظرة" بمساهمتها في مسار الانتقال الديمقراطي بتونس عبر تنظيم أول سلسلة مناظرات في تاريخها خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لسنة 2019. وهي كذلك أوّل مناظرات انتخابيّة حرّة ونزيهة تُبثّ مباشرة على التلفزيون للجمهور الناطق بالعربيّة.  

نجحت "مبادرة مناظرة" في تكوين نواة عمل صلبة بالاتفاق مع مجموعة هامّة من المؤسسات الإعلامية في القطاعين العام والخاصّ، والهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إضافة للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهايكا) بصفتها الهيئة التعديليّة الوحيدة لقطاع السمعي البصري في تونس. وذلك بهدف تنظيم سلسلة من المناظرات بين المترشحين قبل إجراء الانتخابات.

شارك المئات من التونسيين والتونسيات في من كافة الولايات التونسية (المحافظات) الأربع وعشرين، بما في ذلك الشرائح المستهدفة— وهم الشباب والنساء والفئات المهمّشة— في مجموعة ورشات تمحورت حول تشريك الناخبين في الشأن العام. كما شارك مئات آخرون بأسئلتهم وآرائهم عبر منصّة رقميّة وُضعت خصّيصا لهذا الغرض على موقع "المناظرة".

حظيت المناظرات على القناة الوطنيّة وحدها بحوالي 6,4 ملايين مشاهد على المباشر ، كما حصلت كلّ القنوات التلفزيونية والإذاعية على إشارة البث.

عرفت سياسة البث الإعلامي المشترك التي اتبعتها "مبادرة مناظرة" نجاحا باهرا تجاوز حدود تونس  إلى دول عربيّة أخرى على غرار المغرب والجزائر وليبيا والعراق التي بثت مجموعة من  قنواتها المناظرات على المباشر لجماهيرها المحليّة. إقليميا، قامت قنوات فضائيّة عالميّة، مثل سكاي نيوز، العربية، والعربي، والجزيرة، والحياة، والغد العربي، بنقل المناظرات مباشرة للمواطنين في أكثر من 20 دولة عربية. كما شمل البث وكالات الأنباء مثل أسوشياتد براس، وفرانس براس، ورويترز، وهو ما مكّن من تحقيق تغطية إعلامية شاملة.

لم يستثن هذا النجاح وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تابع الملايين البث المباشر عبر عشرات القنوات. إذ كان من الصعب ضبط نسب متابعة المناظرات حول العالم بشكل دقيق بسبب التكلفة، نقدّم بتحفّظ رقما تقديريا وهو ما يزيد عن العشرة ملايين مشاهد على مدى العالم العربي.

وفي 13 أكتوبر 2019، بعد وصوله إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، فاز قيس سعيّد بنسبة 72,7% من الأصوات، لتحقق تونس بذلك إنجازا جديدا في تاريخها السياسي وتضيف فصلا آخرا إلى سجل ديمقراطيتها الناشئة.